أهلا بك عزيزي الزائر/ة في موقعنا

19.11.12

بيت لحم بطلة عمل روائي

وكالة دوماً الإخبارية-يطمح الكاتب الفلسطيني أسامة العيسة، لتقديم مدينته بيت لحم، بإرثها الممتد في التاريخ في روايته (قبلة بيت لحم الاخيرة) التي صدرت عن دار الغاوون في بيروت، بـ 300 صفحة من الحجم المتوسط، وبغلاف لقناع يعود للعصر البرونزي عُثر عليه في صحراء النقب.

ويتكيء العيسة على الشخصية الرئيسة في روايته رائد الحردان، لتحقيق هدفه بدون ضجيج، او اوهام رومانسية عن الوطن.
والحردان، ابن مدينة بيت لحم، الذي يُعتقل في سجون الاحتلال الاسرائيلي لمدة 20 عاما، يعود لمدينته ليجد حجم التغير الذي طرأ عليها، اجتماعيا وسياسيا.

ويوجه العيسة، مِن خلال شخوص عمله نقدا، للقوى السياسية، وللأجهزة الامنية في السلطة الفلسطينية التي تمارس الاعتقال السياسي، ويطال نقده النخب المثقفة، من خلال شخصية حمدان الاحمر، ويقول عنه في حديث لمراسلنا: "هو شخصية نموذجية لمثقف منظمة التحرير، عالي الصوت في فترة من الفترات رافع شعار: بالدم نكتب لفلسطين، ولكننا نجده يتلوّن، ولديه الاستعداد للعب في ملاعب مختلفة، المهم مصلحته، وهذا للأسف يكشف الواقع الثقافي الفلسطيني، الذي يبدو انه انعكاس للواقع السياسي، لقد فضل هذا النوع من المثقفين العيش في كنف السلطة".

ويقدم العيسة بيت لحم، كما لم تُعرف من قبل، فيما يعتقد انها اوّل عمل روائي عن المدينة الفلسطينية المحاصرة بالجدران بعد فصلها عن توأمها مدينة القدس. وبشكل لا يخلو من الجرأة، يقدم أيضا رجال الدين بدون رتوش، وكذلك معالم المدينة واشهرها كنيسة المهد، التي يُعتقد ان المسيح عليه السلام ولد فيها، ويقودنا من خلال سرد ممتع، ولغة غير متكلفة، ولكنها مشغولة بعناية، الى أسرار واحدة من أشهر مدن العالم، التي يقصدها مسلمو ومسيحيو العالم، وتثير فضول باقي سكان هذا الكوكب.

يقول العيسة: "اعتمدت، في كتابة الرواية، على بحث ميداني، عن شخوصها وأمكنتها، قادني إلى اسطنبول، اعتقد انه لا توجد كتابة، أدبية أو بحثية، أو صحافية حقيقية، خارج البحث الميداني".

ويضيف: "لجأت، اضافة للبحث الميداني، الى التاريخ، والجغرافيا، والاثار، والميثولوجيا، والطقس، والفلكلور، والاساطير، الكتابة بالنسبة لي فعل بالغ الجدية".

ورأى الناقد تحسين يقين ان قبلة بيت لحم الأخيرة هي: "رواية مكانية مهمة جدا تلقي الضوء على تاريخ بيت لحم من خلال تداعيات الآثار الباقية والأماكن من حارات وكنائس واقبية وأدراج".

وقال: "الامر ليس غريبا على أسامة العيسة هو كاتب وزميل صحفي مغرم بكل تفاصيل الوطن..الوديان والآبار والعيون، والشواهد وكتابات النقوش، الآثار، وهو دائم التنقل حتى لو كان وحيدا..وقد قادته تنقلاته إلى اكتشاف الكثير مما لا نعرف..، وكل هذا نرى صداه في الرواية".

ورغم الشغف بالمدينة غير الخافي، إلا ان بطل الرواية يبدو مثقلا بالانكسارات، وهو ما ميّز كتابات جيل جديد من الكتاب الفلسطينيين، عاشوا الخيبات، رغم التضحيات الكبيرة، ويردد بطل الرواية في الصفحات الاخيرة لها: "لم يكن ناسي أحسن ناس، ولم تكن المرأة التي أعطيتها عمري تستحق في الواقع، أكثر من ثوانٍ قليلة، ولم يكن الوطن الذي ولدت فيه وطنًا، بأي معنى متعارف عليه، سقط الجزء الذي ولدت فيه عام 1967، لأن زعيم أكبر دولة عربية دخلت الحرب آنذاك ضد إسرائيل وضع صديقًا له، غير كفء قائدًا لجيشه، اهتم بالنساء أكثر مِن الجيش، أو انه لم يهتم أصلا سوى بالممثلات، نَمَوت في سجن أخذ يضيق..يضيق فتحول إلى حبل مقصلة على عنقي".

ويواصل العيسة، كما يقول مشروعه الروائي الذي بدأه برواية (المسكوبية) التي صدرت عام 2010، ويعتبرها رواية مكانية عن مدينة القدس، ويقول: "أجتهد في كل عمل جديد، سواء كان إبداعيا، أو بحثيا، أن يكون بشكل أو بآخر مغامرة في الشكل والمضمون، وأنا لا أفصل بينهما أبدا، ولست من الذين يتساهلون مع مضمون يحمل رسالة ما، على حساب الأسلوب والشكل، ولا أرى مضمونا جيدا، بدون شكل مناسب".

ويقول، انه يُجرّب مغامرة جديدة، في (قبلة بيت لحم الاخيرة)، وهو ما فعله ايضا في مخطوطته (مجانين بيت لحم) التي سيدفع بها للمطبعة، وهي عن تجربة، يصفها بالغة الثراء، المجانين العرب والفلسطينيين في مستشفى الأمراض العقلية في بيت لحم. التي كانت المستشفى الوحيدة لها النوع من الامراض في فلسطين.

0 التعليقات:

أعجبني Like

My Great Web page

تعلقيات الجمهور

 
Support : Cara Gampang
copyright © 2012. وكالة دوماً الإخبارية - الحقوق محفوظة لمدونة ميرال

Proudly powered by Blogger